منذ نعومة أظافرى وأنا أرسم فى خيالى صورة لحياة رومانسية الى أعلى درجة وأخذت أبحث عن تعريف للحب حسب تصورى له حتى وجدت أن : الحب ليس كلمة تقال أو شعور يوصف فالحب عبارة عن مجموعة مترابطة ومتكاملة من المشاعر والاحاسيس الداخلية التى تتولد من بعض المؤثرات الخارجية تتمثل فى قاعدة أساسية من من الصفات والسمات والملامح التى يراها كل طرف فى الطرف الآخر ويرى أنها تحقق له كل ما يتمناه لكى تصبح حياته سعيدة .
والحب الحقيقى فى نظرى هو الحب فى الله بمعنى أن يحب كل طرف اللآخر لما وجد فيه من صفات يحبها الله ويرضاها وليس معنى ذلك إلغاء دور القلب فى الحب لأنه يبقى له دوراً أساسياً فى الشعور بالألفة المتبادلة بين الطرفين التى تتطور بدورها لتولد الحب وهذا لا يمكن قياسه إلا من خلال القلب
.فالإنسان عندما يحب انسان أخر فإنه يطمئن اليه ويسكن اليه ويرغب فى تواجده معه دائما فيشكو له عما يشعر به من ألام ويجد فى ذلك راحة كبيرة ويحب أن يشاركه أوقات السعادة ويرغب أن يراه كلما أغلق عيناه فهو بذلك قد وجد معنى السكن الحقيقى الذى ذكره الله فى قوله " ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " .
وبعد أن تحدثنا عن مفهوم الحب دعونا نتحدث عن أهميته إذ أن :
العاطفة حاجة فطرية فى طبيعة النفس البشرية فالإنسان لا يستطيع أن يعيش فى هذا الكون الفسيح بدون مشاعر تربطه بمن فيه فدعنا نتصور مجتمع يخلو من العواطف فالزوج لا يحب زوجته والأب لا يحب أولاده والأخ لا يحب أخيه فهل يستمر هذا المجتمع لفترة طويلة من الزمن ؟!!
فالبديل لوجود الحب هو وجود الكراهية التى تؤدى بدورها الى الإنقراض حيث أن:
الحب = الاستمرار الكراهية = الإانقراض
إذا فالحب هو سر الحياة بشكل عام وسر السعادة فى الحياة بشكل خاص .
وقد قال ابن القيم رحمه الله عن الحب "المحبة هى حياة القلوب وغذاء الروح وليس للقلب لذة ولا نعيم ولا فلاح ولا حياة إلا بها وإذا فقدها القلب كان ألمه أعظم من ألم العين إذا فقدت نورها والأذن إذا فقدت سمعها وفساد القلب يكون إذا خلا من محبة فاطرة وبارئة "
إذاً فالحب أمراً واقعياً وليس بخيال ولا يمكن تجاهله ومنكره هو بلا شك إنسان غير اجتماعى بالمرة ولن يستطيع أن يتفاعل مع المجتمع من حوله .
هذا هو مفهومى عن الحب وأهميته؛
فى الرسالة القادمة بإذن الله أتعرض لأنواع الحب وتقسيماته .
فى أنتظار تعليقاتكم ......